التقيتُ عُشاقَكِ
في طهرانْ،
سألتُهمُ عن خفقانِ قلبكِ
عن أوتارِ قوافيكِ
(ضاجةً بالنارِ والحنانْ )
وملجأَكِ البعيدِ
في المغيبِ
على شُطأن كارونْ
وخَطواتُك الجَذلى
على الشُطآنْ .
. . .
سألتُهمُ
عن شَعرِكِ المنثورِ
دون شادورْ
وثوبَكِ القصيرِ
دون أكمامْ .
حدثوني عن معابدِ
الغَرامْ .
عن دفءِ قلبِكِ
في لحظةِ الإدراكِ
في المساءْ .
وزخاتِ غُيومكِ
الزرقاءْ .
. . .
التقيتُ صديقي
حافظَ الشيرازيِ
في شيرازْ
سألتهُ عنكِ
غَنى لك مقطوعةً
عن العشقِ والإنسان
حدثني عن قصيدةِ (العِصيانْ )
عن (عصفورةٍ صغيرةٍ
طارت صوب سماء
الشعرِ الساطعة)
وحدثني عن قصيدةِ
( الأسيرةْ)
عن أذرُعٍ
حاضنةٍ طويلةْ.
. . .
و ذاتَ مساءٍ
حَدثني عن
( قصيدة الخَطيئة )
مُطرِقَ الرأسِ
رددَها في حياءْ
واحتسى من النبيذِ
كؤوسًا باشتهاءْ .
. . .
ذات يومٍ صائفٍ
يا صَديقتي
مشيتُ في أزقة طهرانْ
وصلتُ عنوانَكِ
في نفس المكانْ
( مقبرة ظهر الدولة )
وجدتُ حَولك أطواقَ زهورٍ
ونساءٍ ورجالٍ
وصغارْ
يُشعلون الشموعَ
تلوَ الشموعْ
وامرأةً تقرأُ
أحلى الأشعارْ
الكلُ يُغنونَ
يُغنونْ
والعيونُ تلاقي
العيونْ
سألتُ عنكِ
رددَ الجميعُ
بصوتٍ عاليَ الإيقاعْ
يملأُ الأسماعْ:
هذا مقامُ فرخزاد
سيدةُ الشعرِ
والشُعراءْ.